مقالات رأي

هاشم القصاص يكتب في آخر الكلام عن مالية الجزيرة ( أرقام تتحدث.. وإدارة تصنع الفارق )

الخرطوم : منصة امدرمان الإخبارية

اخر الكلام

 

هاشم القصاص

 

أرقام تتحدث.. وإدارة تصنع الفارق

 

في أمسية ودٍّ صافية بمكتب وزارة المالية بالجزيرة، جمعتني جلسة هادئة بالرجل الثاني في الوزارة، الدكتور علي خليفة الشيخ، المدير العام، رجل يزن كلماته بميزان الخبرة والمعرفة ،وبحكم متابعتي الدقيقة لكل تفاصيل المشهد في الجزيرة منذ لحظة التحرير وحتى هذه الساعة، ظننت أنني ملمٌّ بكل شيء… لكن الأرقام التي ألقاها أمامي هزّت يقيني، وكشفت لي حجم العمل الجبار الذي يجري خلف الكواليس

 

حدثني الدكتور علي عن أيامٍ عصيبة أعقبت التحرير، حيث لم تكن هناك مكاتب ولا مقار رسمية… سوى مقاعد تحت الأشجار وأرض قاحلة تقاوم الفقر والخوف والحرمان، ومع ذلك، كان الإصرار أكبر من المحنة ، انطلق هو ووزير المالية عاطف أبوشوك بفكر علمي عملي، يرسم مصفوفات دقيقة ويبتكر حلولاً ذكية، ليقولا للناس ضمنيًا: “الأمل موجود، والحل أقرب مما تتصورون، فقط نحتاج إلى صبرٍ وإتقانٍ وإدارةٍ رشيدة.”

 

لقد نجحا، إلى حد بعيد، في تثبيت أركان الولاية داخل مربع الخدمات الأساسية: الأمن، المياه، الكهرباء، والصحة، لم يكن الأمر مجرد أرقام على الورق، بل كان بناءً حقيقيًا على أرضٍ كانت خاوية، وتخطيطًا عادلًا راعى خصوصيات كل محلية ومشروعاتها وفق جدواها الاقتصادية في زمنٍ ندر فيه التفكير خارج الصندوق، قدّمت هذه الإدارة نموذجًا ناضجًا لكيف تكون التنمية الحقيقية: لا وعود فضفاضة، بل أفعال مدروسة، وجنيه يُصرف في موضعه الصحيح

 

الجزيرة اليوم تقف على أعتاب مرحلة واعدة، بإدارة تعرف حجم التحديات وتملك الجرأة على تحويلها إلى فرص، أرقام التنمية هنا ليست شعارات، بل نبض حياةٍ جديد لولايةٍ عرفت كيف تنهض من الرماد

 

هكذا، من تحت ظلال الأشجار حيث بدأت الحكاية، إلى أفقٍ رحب ترسمه لغة الأرقام والمشروعات الطموحة، تثبت الجزيرة أن الإرادة الصادقة والإدارة الحكيمة قادرتان على صناعة الفارق وتحويل الأحلام إلى واقع.

منصة أمدرمان

مصدر موثوق للأخبار والمعلومات، تقدم تغطية شاملة ومحدثة للأحداث الجارية في السودان والعالم العربي. تأسست المنصة بهدف توفير محتوى إعلامي عالي الجودة، يعكس التنوع الثقافي والسياسي والاقتصادي في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى