
عمار العجب
*مدارج الحروف*
_____________________
*زمان لا يقاس بالنتائج وعام لاتختصر فيه الحياه في ورقة امتحان*
(مقال جميل آثار شجوني واجاد الوصف باجمل الكلمات ونثر الدرر والمعاني.
يصف رحلة الحياة والمثابرة والمصابرة ويؤكد للجميع الاستمرار في الحياة يحث ابنائنا طلاب الشهادة السودانية علي النبوغ ويصف حالهم في مجابهه الاستمرار والمحاولة في تلك الظروف التي تعرضو لها. )
(لا أعرف كاتب المقال لكن نقلته كما هو )
*هذا زمان لا يُقاس بالنتائج. هذا* *عامٌ لا تُختصر فيه الحياة في ورقة امتحان.*
*في وطنٍ يشتعل،*
في عامٍ انهار فيه التعليم ، وتحوّلت الفصول إلى دور ايواء.
وغابت الطباشيرة وحضرت البنادق،
وجلس الطلاب تحت سماء ممزقة ليحفظوا أصعب دروس #الحياة،
نقول: ليس النجاح فقط ما يستحق التهاني،
بل كل شكل من أشكال #النجاة.
في موسم #الشهادة_السودانية، نكتب لا عن النتائج فقط، بل عن الرحلة. عن الحرب، والنزوح، والصبر، والتشبث بالحياة.
نكتب عن الذين جلسوا للامتحان رغم كل شيء — رغم البيوت المتهدمة، والكتب المفقودة، والليالي التي تقطّعت فيها الكهرباء، وتقطّعت معها #الأحلام.
نكتب عن الذين نجحوا، فكبرت قلوبهم فرحًا، وعن الذين لم ينجحوا، لكنهم لن ينكسروا — لأن مجرد المحاولة في زمن الحرب #بطولة.
نكتب عن الذين لم يستطيعوا حتى الوصول إلى فصول الامتحان:
عن الذين ضاعت أرقام جلوسهم، أو أُغلقت أمامهم الطرقات، أو حوصروا في المدن المنكوبة ، أو خُيّروا بين #الأمان والامتحان، فاختاروا الحياة.
عن من جلسوا للمذاكرة على صوت الرصاص، ومن قضوا يومهم بين صفوف النزوح ولياليهم بين الكتب، ومن درسوا تحت الضوء الخافت في #بيوت نزوح لا تقي حرًا ولا بردًا.
نهنئ من أحرزوا نسبًا عالية، نعم —
لكننا ننحني إجلالًا لمن واصلوا الطريق دون #طريق،
لمن ذهبوا للامتحان بين جثث الطرقات،
لمن كتبوا إجاباتهم في ظل ذكريات اصوات القصف والاقتحام،
لمن تلعثموا أمام المراقب لأنهم لم يناموا البارحة،
لمن ذهبوا للامتحان وقلوبهم في بيوتهم المُقتحمة وشوارعهم المحتلة.
نهنئ من لم ينجحوا، لأنهم #حاولوا،
ومن لم يُتح لهم حتى أن يحاولوا، لأنهم #عاشوا.
نهنئ من نزحوا من مدينة إلى مدينة،
ومن حملوا كراساتهم في مصر بين #المعابر والدموع.
نهنئ الذين فقدوا زملاءهم، ومدارسهم، وربما #معلميهم،
وما زالوا يحملون على ظهورهم حلمًا ثقيلًا اسمه #المستقبل.
هذا العام، لا تُقاس الشهادة السودانية بالنسب فقط.
تُقاس بعدد #الأرواح التي #قاومت، وعدد العقول التي أصرّت أن تفكّر وسط أصوات المدافع ، وعدد القلوب التي أبَت أن تستسلم.
لا أحد فاشل.
الفشل الحقيقي هو أن نفقد المعنى، أن ننظر للنجاة كأنها لا تكفي،
أن نختزل البشر في أرقام ونسب مئوية،
أن نسأل الناجين عن معدلهم بدلًا من أن نسألهم: كيف بقيتم على قيد #الحلم؟
فليس كل من لم يُحرز نسبة عالية فاشل، وليس كل من لم يجلس للامتحان عاطل عن الحلم.
للحياة #مسارات كثيرة لا تُختصر في نتيجة شهادة،
وما يتعلمه الإنسان من الصمود والبقاء في زمن الحرب،
هو علمٌ آخر، وشهادةٌ أخرى، تمنحها الحياة لا #الوزارة.
لكل طالبة وطالب، في أي مكان، في أي حالة، نقول:
أنتم لستم خلف أحد، أنتم في #طريقكم، #بطريقتكم.
ليس المهم كيف بدأتم، بل أن تواصلوا. ليس المهم النسبة، بل النفَس الطويل.
يا بناتنا وأولادنا،
أنتم لستم مجرد نتائج في قائمة.
أنتم #الجيل الذي علّمنا ما لم تعلّمه المدارس،
أنتم من فهم أن الشهادة ليست نهاية الطريق،
بل محطة من محطات كثيرة في طريق طويل، اسمه: #الحياة.
الذين نجحوا — #مبارك لهم،
والذين لم ينجحوا — هذه ليست هزيمتكم، بل #بدايتكم الحقيقية.
والذين لم يدخلوا الامتحان — لم #يُقصيكم أحد، الحياة لا تُقفل بنقطة نهاية.
فالنجاح الحقيقي ليس ما كُتب على ورقة.
النجاح الحقيقي أن تخرج من الحرب، حاملاً نفسك كما هي،
أن تتعلّم كيف تعيش، كيف تحب، كيف تسند غيرك،
أن تعرف الألم، ثم #تعبره.
في هذا العام، نحن لا نحتفل بالنجاح فقط،
بل نُعلن الحياة:
في وجه الموت،
وفي وجه الظلم،
وفي وجه الحرب.
أنتم جيل الحرب؟ نعم.
لكنكم أيضًا جيل الاحتمال.
وجيل النجاة.
#وجيل_يعرف_معنى_الحياة.