
شباب الشقلات..٠بين المعول والبندقية
بدرالدين عبدالقادر ✒️
في قلب الفتيحاب الشقلات، تنبض الحياة من جديد، رغم الألم العميق والجراح الغائرة التي خلفتها الحرب. هناك، حيث امتدت يد الدمار إلى كل زاوية، تنهض طاقات شابة لا تعرف اليأس تسابق الزمن لإعادة البناءوتُعيد رسم ملامح الحياة التي شوهتها الميليشيات العابثة ومن يقف خلفها من المتعاونين وكل من يدعم خطها السياسي.
ليس مشهداً عادياً ما يجري هناك. بل هو حراك مجتمعي فاعل تقوده مبادرات شبابية تتزاحم في شوارع وأزقة الأحياء في مشهد يُلهم ويُبهر. إنها حركة دؤوبة لا تهدأ شباب يحملون الأمل كما يحملون المعاول، يغلقون ابواب البيوت المفتحة يرممون الجدران ويزرعون الطمأنينة في النفوس يد تحمل السلاح لحماية الأحياء من المتربصين وأصحاب القلوب المريضة(الشفشافة) ويد أخرى تزرع تبني وتُضمد جراح الوطن
هؤلاء الشباب لا يعملون فقط على إعادة إعمار ما دمرته الحرب، بل يعملون بكل جد واجتهاد لتطبيع الحياة، تمهيداً للعودة الطوعية للمواطنين إلى ديارهم التي هجروها قسراً بسبب الانتهاكات التي مارستها مليشيا الخراب ومن حالفها. وها هم شباب الشقلات الفتيحاب يقولون كلمتهم مجدداً، لا من خلف المنابر، بل في ميدان الإعمار بعد أن حسموها من قبل في ميدان القتال، مقدمين أرواح رفاقهم شهداء في سبيل الوطن.
اليوم يمثلون أيقونة للنضال في أم درمان. شباب لم يُثنهم الحزن ولم تُوهِن عزيمتهم المحن بل مضوا في طريقهم يحملون شعلة الأمل لأهلهم، ويرفعون راية الكرامة فوق الركام.
نعم من بين الركام يولد النور… ومن قلب الشقاء، تصنع الشقلات مستقبلاً جديداً.
والعودة اضحت ممكنة👌