مقالات رأي

التغيير بين مطرقة المصالح وسندان الأداء

الخرطوم : منصة امدرمان الإخبارية

آخر الكلام

هاشم القصاص

التغيير بين مطرقة المصالح وسندان الأداء

لم يعد حديث الشارع هذه الأيام سوى قضية تغيير الولاة، التي تحولت إلى ترند و”سيرة المدينة” تتناقلها المجالس ووسائل الإعلام. ورغم أن التغيير سنة كونية وممارسة طبيعية تتجدد كلما دعت الحاجة، سواء لطول المدة أو لتقييم الأداء أو لمزاج المسؤول الأعلى، إلا أن المؤسف أن هذا الملف أصبح ساحة مفتوحة للسماسرة وأصحاب الأجندات الخاصة.

لقد غدت قضية تغيير الولاة تجارة رائجة، يتبارى فيها أصحاب النفوس الضعيفة لتقديم الأسماء الجديدة في أثواب مختلفة، يزينونها بالشعارات البراقة، ثم يحتكرونها ليضعوها في أجندة الوصايا والصفقات. هكذا يتحول الوالي إلى مجرد أداة لتنفيذ مصالح ضيقة، وحصان طروادة يجر عبره النفوذ والفساد ليجد طريقه إلى مقدرات الولاية البشرية والمادية.

ومع سيل الترشيحات التي لا ينقطع، يظل السؤال الجوهري قائماً:
هل التغيير هدف في ذاته، أم وسيلة لتحسين الأداء وتجويد الخدمة العامة؟

إننا نؤمن أن التغيير ضرورة حين تفرضه الوقائع وتقتضيه المتغيرات، شريطة أن يقود إلى نقلة نوعية تتسق مع تحديات المرحلة. غير أن التغييرات المتسارعة والمتكررة قد تصبح معول هدم، إذ تزرع الارتباك وتشتت الأفكار وتعرقل المشروعات التي صُممت وفق خطط زمنية محددة تحتاج إلى الاستمرارية حتى ترى النور.

في النهاية، تبقى الحركة والسكون بيد الله، ولكل أجل كتاب. لكن أمنية الشعب واضحة لا لبس فيها: أن يتولى أمره من هو أهل للمسؤولية، قادر على مواجهة التحديات، ومخلص في تلبية احتياجات الناس بعيداً عن صفقات الظلام وأجندات المصالح.

منصة أمدرمان

مصدر موثوق للأخبار والمعلومات، تقدم تغطية شاملة ومحدثة للأحداث الجارية في السودان والعالم العربي. تأسست المنصة بهدف توفير محتوى إعلامي عالي الجودة، يعكس التنوع الثقافي والسياسي والاقتصادي في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى