
#إلى رئيس الوزراء _ الحكم في زمن الكوليرا،،
بقلم : محمد ادم حامد
(١)
حسنا فعل الدكتور كامل إدريس بالتواصل مع منظمة الصحة العالمية WHO حتى قبل أدائه اليمين الدستورية، فالوضع يتفاقم والوباء ينتشر بصورة مخيفة، والله نسأله اللطف.
ولأن تحديات هذا البلد كبيرة في حجمها وطبعها، فإن الناس الذين يتولون الأمر بحكم الواقع، يجب أن يكونوا كبارا أيضا.
كبارا في تفكيرهم وفي الحلول التي يقدمونها لما يعتريهم من تحديات ومصائب.
وأحسب أن يكون رئيس الوزراء المرتقب، من الكبار في هذا الزمان. ذلك لأن قيادة الجيش التي تتولى التصدي للحرب، اختارته من بين الملايين ليتولى مهامه في ظل هذه الظروف الصعبة والخطيرة، والتي تستوجب من أهل المعرفة في هذا البلد المشاركة برأيهم وفكرهم للنهوض بعد أن أوشك بلدنا على السقوط…
وفي ما يلي من مساحة، يحاول أبو مغفرة أن يدلي ببعض أفكار قد تعين على عبور هذه المرحلة.
(٢)
#مواجهة خطر الكوليرا والظروف الصحية:
فرض حظر صحي شامل، وإقامة مناطق عزل صحي، ومنع تناول شرب المياه قبل تعريضها (للكلور) أو تسخينها (لدرجة الغليان) مع توفير المحاليل الطبية، وذلك بإصدار أمر (طوارئ صحي) وقرارات بتشكيل قوات نظامية مشتركة، من الواحدات المختلفة، شبيهة بالقوات التي تولت مهمة مكافحة Covid – 19 أو ما تعرف بجائحة كورونا.
هذا الأمر بإمكان وزير الصحة الموجود حالا بولاية الخرطوم، ووالي ولاية الخرطوم القيام به، وبالطبع يتعين على رئيس الوزراء ورئيس مجلس السيادة الإنتقالي دعمهم.
(٣)
#إعادة الخدمات الأساسية الضرورية للمدن والأرياف:
إن توفير خدمات لوجستية للمدن والأرياف، يتوقف بالضرورة على إعادة تشغيل إنتاج الطاقة (الكهرباء) وهي شرط لازم لإنتاج المياه الصالحة للشرب، وتأتي الخدمات الأخرى تباعا. ولأن حجم الدمار في هذا القطاع كبير، فإن الحاجة إلى موارد مالية لتمويلها حاجة كبيرة وملحة.
لكن بلدنا السودان 🇸🇩 وحده قادر على توفير التمويل اللازم. إذا ما أيقن رئيس الوزراء أن العالم 🌎 لن يقدم شيئا للضعفاء و المستضعفين ونحن منهم في هذا الظرف.
وأن من لم يخدم نفسه بيده، ويعتمد على موارده بشكل تام، لن يجد من العالم الخارجي سوى عبارات الشعور بالقلق، تلك العبارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. فلا يغرنك ما يصدره إعلامهم، وما يتوهمه بعض بني جلدتنا أن الحل في يد الخارج، هاهي الدول المستضعفة تدمر بأسلحة العالم القوي، هاهو الخارج يأتي منه لبلدنا الموت والدمار حتى من بعض دول الجوار .
يستطيع السودان تمويل إحتياجاته من موارده. فمحفظة مصرفية من 900 مليار جنيه سوداني ما يعادل نحو 400 مليون دولار أمريكي، بريادة أي بنك من البنوك السودانية، كفيلة بتوفير إحتياجات السودان لصيانة وتشغيل الكهرباء، وإعادة تشغيل شبكات المياه، وإعادة صيانة وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية، وإعادة تشغيل المدارس والجامعات.
ومحفظة كهذه، نحن قادرون على تكوينها وإدارتها بكفائة، إذا ما نالت حظها من إهتمام رئيس مجلس الوزراء، ووزير المالية ومحافظ بنك السودان المركزي.
(٤)
#إكمال المشروعات الإستراتيجية المتوقفة:
قبل عشر سنوات بدأت الحكومة السودانية في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، في تنفيذ مشروعات إستراتيجية، قطعت فيها أشواطا كبيرة، وكانت تلك المشروعات بتمويل مصرفي نحن جزء أساسي منه. وكان لتلك المشروعات فرصة كبيرة أن ترى النور في عهد حكومة الدكتور عبد الله حمدوك، لو أنه منحها شيء من الإهتمام، كتبنا لهم عنها وتحدثنا مباشرة إليهم، في أن تسمية هذه المشروعات باسم البشير ، يجب ألا يكون سببا في تعطيلها، فهي مشروعات لم تبنى بمال البشير، ولا بمال حزب المؤتمر الوطني، ولكنهم للأسف لم يفعلوا شيئا سوى النقيض، بل تسبب تجاهلهم تلك المشروعات في تعطيلها حتى اليوم.
ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
#مشروع مدينة البشير الطبية:
المبنى الذي يقع شمال القيادة العامة بالخرطوم، يعتبر المستشفي المرجعي المتخصص للمدينة الطبية، والتي تقع منها مبان أساسية في المنطقة المحورية على طريق الخرطوم مدني، وفي تقاطع بانت بأم درمان (غرب السلاح الطبي) إلى جانب عدد من المستشفيات الفرعية تتبع للمدينة الطبية بولايات، النيل الأبيض، جنوب دارفور، البحر الأحمر، والشمالية، صمم المشروع من بيوت خبرة وخبراء متخصصون بحيث يبدأ علاج كافة الأمراض وينتهي بمدينة البشير الطبية.
هذا المشروع الصحي الحيوي الإستراتيجي، يتطلب من رئيس الوزراء المرتقب، وضعه في جدول الأعمال. فهو بتمويل مصرفي سوداني بمحفظة ضمت أربعة بنوك، وبضمان بنك السودان المركزي ووزارة المالية الإتحادية.
فاليسمى مشروع مدينة السودان الطبية، أو حتى مدينة البرهان الطبية، أو مدينة الكرامة، أو حتى مدينة دكتور كامل الطبية، ولكن يجب أن يكتمل.
#مشروع السكك الحديد
بدأ المهندس مكاوي محمد عوض، في مشروع إستراتيجي لا يقل أهمية عن غيره، فاستورد من الصين 🇨🇳 مصنع 🏭 لإنتاج الفلنكات الأسمنتية، وتم تشغيل المصنع بالخرطوم بحري، وبدأ في تغيير خطوط السكك الحديد الى المقاسات القياسية العالمية الحديثة. وتم تجديد خط السكك الحديد بنسب وصلت الى 40% حيث وصل العمل إلى منطقة (تور طعان) بين نيالا والضعين، قادما من الغرب.
يهدف المشروع الى تغيير إجمالي خطوط السكك الحديد في السودان، وذلك لتستوعب وتواكب القطارات الحديثة السريعة، كما أن السكك الحديد لم يتم تحديثها منذ الاستقلال عن الإحتلال البريطاني.
لكن المشروع بدأ في الواقع يمنح أملا في عودة السكك الحديد الى سيرتها الأولى، وتم تشغيل قطار الخرطوم _ مدني، وقطار الخرطوم _ عطبرة، والخرطوم _ بورتسودان. لكن المشروع قد توقف. ويحتاج إلى عناية رئيس الوزراء لمواصلة تنفيذه، وفق الخطط المحسوبة بعلم وكفائة من بيت خبرة صيني. كما أن تمويله ممكن بموارد وطنية سودانية خالصة.
#مشروع محطة الفولة الحرارية لقطاع دارفور
بدأ تمويل المشروع ببنك الصناعة والصادرات الصيني 🇨🇳 ، يهدف المشروع الذي يقف عند مدخل مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، شاهدا على إهدار الموارد في هذا البلد المنكوب.
وصل الخط الناقل للكهرباء الى مدينة بابنوسة بغرب كردفان، واتجه نحو شرق دارفور، ووفق الدراسات الفنية كان ينبغي تشغيل محطة الفولة الحرارية لإنتاج نحو 800 ميقاوات من الكهرباء تكفي لتغطية إستهلاك كامل إقليم دارفور بولاياته الخمس.
توقف المشروع لعدم الإهتمام الرسمي من جهة، ولتغيير مسار تصدير الذهب والبترول. بعد أن تعهد نظام المؤتمر الوطني برئاسة البشير للصينيين بتوفير الضمانات اللازمة وحصر تصدير الذهب والنفط إليهم في مقابل إكمالهم للمشروع.
لكنهم أهملوا هذا الجانب. ولا يزال أبناء وبنات السودان الذين عملوا في المشروع، ينتظرون من يهتم بتوفير التمويل لإكمال ما ينفع العباد ويؤمن البلاد.
دعوتهم والاستماع إليهم في كل ما أوردته في هذا المقال، كفيلة بأن تجعل لرئيس الوزراء المرتقب، الدكتور كامل إدريس إسم في تاريخ السودان، إذا ما كسر الحواجز النفسية والفكرية التي تمنع الخلف في السودان من كل شيء فعله السلف.
#والله المستعان
#أبو مغفرة