
( أوراق الخريف ))
أشرف الفوال
يقيني أن الدكتور كامل إدريس رئيس الوزراء السوداني وهو يحط رحاله على أرض السودان المروية بدماء شهداء الكرامة تقوده الرغبة والإرادة والإلحاح فى تسنم هذا المنصب الخطير وفى هذا التوقيت الحساس وليس من أجل رونق المنصب وفخامته وبوروتكولاته على حسب ظني أو ربما فى مسعى هذا الرجل من التجرد والمساهمة فى تلبية نداء الوطن الخالص لأن الحال يغني عن السؤال ولا شيء يغريه فى هذا البلد المنكوب والمنهوب والمتكالب عليه من دول داعمة لمليشيا الدعم السريع بالمال والسلاح والمرتزقة ومؤسسات دولية صامتة على المئات من الإنتهاكات والمجازر التى إرتكبتها المليشيا ضد المواطنين العزل ومعسكرات اللاجئين والمرافق العامة وحتى على الأسواق والمصانع والمشاريع الزراعية والمتاحف والسجون والمنازل والممتلكات الخاصة والعامة.
دعونا أولا ان نحسن الظن فى هذا الرجل، وننتظر لنرى ما يحمله من رؤى وبرامج عملية على مستوى الحكومة المركزية المرتقبة و تحديات الراهن الإقتصادي والسياسي والعلاقات الخارجية وفى أولوياتها معاش الناس وإستقرارهم وامنهم وأمانهم،وفى الحسبان أن فرضية عصا موسى قد أكل الدهر عليها وشرب فى كل أصقاع الدنيا وليس السودان فحسب.
منضدة رئيس الوزراء وحكومته الان متخمة بالتعقيدات والملفات الثقيلة والتقاطعات التى أفرزتها هذه الحرب ولعلها تحتاج إلى حكومة رشيقة ومهنية وجراحات مؤلمة وقرارات مدروسة وصارمة ونافذه وبعيدا عن الإستهلاك السياسي والتدخل الخارجي والمصالح الضيقة والمحسوبية والفساد والمفاسد والشبهات وتكون الأولوية فيها بسط هيبة الدولة وسيادة القانون والعدالة ودعم القوات المسلحة السودانية وتمكينها بالعدة والعتاد والإسناد فى معركتها للقضاء على ما تبقى من مليشيات الدعم السريع فى كل مكان فى السودان.
يتطلع الشعب السوداني كله بأن يكون جندي القوات المسلحة السودانية والجرحى والمصابين وأسر الشهداء فى مقدمة أولويات الحكومة المرتقبة كإستحقاق يحتمه الواجب والضمير الوطني والإنساني وينتظر عودة مؤسسات الدولة وخدمات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم و الإجهزة الشرطية والعدلية والنيابات إلى العاصمة الخرطوم ومدن الولايات المحررة وتنظيفها من المتعاونين والمخربين،ومعلوم أن الموسم الزراعي على الأبواب وعليه فإن الإسراع فى تمويل الموسم الزراعي المطري والمروي لهذا العام هو التحدي الأكبر لحكومة رئيس الوزراء الجديدة.
إن الأزمة الحالية التى تهدد وتحاصر مواطن ولاية الخرطوم تتمثل فى تفشي وباء الكوليرا والذى حصد أرواح الكثير من الناس يستدعي أن يكون من العواجل لدى الحكومة الماثله والمرتقبة و اليوم قبل الغد وبأسرع ما يمكن لتدارك هذه الكارثة وبالمتاح من وقت ودواء ولقاح وكوادر ومراكز عزل..